المواكبة النفسية والإجتماعية بالمؤسسات التعليمية بين النص القانوني والواقع العملي -المؤلفان: طه الفرحاوي ويوسف بنسالم- المواكبة النفسية والإجتماعية بالمؤسسات التعليمية بين النص القانوني والواقع العملي Psychological and Social Support in Educational Institutions: Between Legal Texts and Practical Reality من تأليف: الملخص: تهدف هذه الدراسة التي اجريناها على المختصين الاجتماعيين بأكاديمية الرباط سلا القنيطرة إلى معرفة مدى قيام المختص الاجتماعي بمهامه بشكل منسجم مع ما تم تسطيره له في القرار 064،22 او هناك صعوبات تواجهه في تنزيل هذه المهام حيث عرف هذا الإطار منذ نشأته عدة إكراهات من قبيل نظرة بعض رؤساء المؤسسات إلى المواكبة النفسية والإجتماعية بوصفها لا تعدو أن تكون مجرد ترف فكري ويحاولون الفرض على المختصين الاجتماعيين القيام لمهام أخرى بغرض سد الخصاص من قبيل القيام بأعمال إدارية كالقيام بمهام الحراسة العامة وغيرها، حيث توصلت الدراسة بكون أن المختص الاجتماعي بالمؤسسات التعليمية يجد صعوبات جما في ممارسة مهامه، نظرا لوجود مجموعة من التحديات التي تنعكس سلبا على أدائه، إذ أن ممارسة الدعم الاجتماعي والنفسي بالمؤسسات التعليمية لا يرتبط بالإصلاح في النصوص القانونية فقط، وإنما يتطلب تغييرا في عقليات وتمثلات الفاعلين التربويين والإداريين حول الدعم النفسي والاجتماعي، كون أن أهم شيء بالنسبة للعديد منهم هو ضمان استمرار المرفق الإداري، وألا يكون فيه نوع من الخصاص، بينما الدعم النفسي والاجتماعي يبقى مجرد عمل ثانوي بالنسبة لهم الكلمات المفتاحية: المدرسة، المواكبة، المواكبة النفسية والإجتماعية، الخدمة الاجتماعية المدرسية. Summary : This study conducted on social specialists at the Rabat-Salé-Kenitra Academy aims to determine the extent to which social specialists perform their duties in line with what has been outlined in Decision 064.22, and whether there are challenges, they face in implementing these tasks. Since its inception, this framework has encountered several constraints, such as the perception of some institution leaders viewing psychological and social support as merely an intellectual luxury. They often impose other tasks on social specialists to fill gaps, such as performing administrative duties like general supervision. The study found that social specialists in educational institutions face significant difficulties in carrying out their responsibilities due to a range of challenges that negatively impact their performance. Providing social and psychological support in educational institutions is not only related to reforms in legal texts but also requires a change in the mindsets and perceptions of educational and administrative actors regarding psychological and social support. For many, the primary concern is ensuring the continuity of administrative services and avoiding any gaps, while psychological and social support remains a secondary concern for them. Keywords: school, support, psychological and social support, school social service. تقديم إشكالي: لاريب أن المؤسسات التعليمية من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، خاصة أنها ثاني مؤسسة بعد الأسرة تساهم في نقل مختلف القيم والاتجاهات الايجابية، فهي الفضاء الذي يعيش فيه المتعلمين أكثر فترات حياتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى تزويدهم بمختلف العلوم والمعارف، فهي تربي فيهم قيم المواطنة والسلوك المدني، وتشبع فيهم مختلف الحاجات النفسية والعلمية، فالمتعلم هو الحلقة المركزية في العملية التعلمية بالوسط المدرسي كما أشار إلى ذلك الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ولعل توجه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإضافة المختص الاجتماعي إلى الفريق التربوي، نظرا للدور الحيوي الذي سيلعبه لتهدئة البيئة المناسبة للمتعلم، ليكون منسجما مع محيطه المدرسي والأسري، وفاعلا مندمجا في المجتمع، وذلك تنزيلا للفلسفة التربوية الرامية، إلى خلق الجو المناسب للتربية الإيجابية والخلاقة كنهج جديد في المجال التربوي، الهدف منه تكوين مواطن صالح فاعل ومتفاعل مع مجتمعه. خاصة وأن المدرسة بوصفها إحدى ركائز المؤسسات الاجتماعية، عاشت العديد من التغييرات في البنية والوظيفة، بفعل التعقيدات والتطورات السريعة والمركبة، التي مرت بها المجتمعات في السنوات الأخيرة، إذ أنها لم تعد تقتصر على الوظيفة التعليمية فحسب، بل باتت تعمل على وظائف جديدة تتمثل أساسا في التربية، نظرا لظهور مجموعة من السياقات والظروف والمشكلات التي تؤدي لانعكاسات سلبية وهدامة على المؤسسة التعليمية ووظائفها التي أثرت بصورة واضحة وغير واضحة على المتعلم في تحصيله الدراسي وجوانب شخصيته الاجتماعية والنفسية، ومن هنا عملت الوزارة الوصية، على خلق الإطار الجديد (المختص الاجتماعي) المكلف بالمواكبة النفسية والاجتماعية والصحية. بيد أن هذا الإطار الجديد، ومنذ أن التحق أول فوج بعمله سنة 2021، واجهته العديد من التحديات والصعوبات التي شكلت مشكلا في تطبيقه لمهامه، إذ أنه وفي غالب الأحيان يسد الخصاص بالمؤسسات التعليمية، ويمارس مهام خارجة عن المهام المسطرة له في القرار الوزاري، هذا المشكل الذي امتد إلى باقي المختصين الاجتماعيين، مما حدي بنا إلى مساءلة الواقع العملي للمختصين الاجتماعيين ومدى توافقه مع النص القانوني المنظم لمهامهم المتمثل في القرار الوزاري 064.22، ومن هنا يمكننا طرح السؤال المركزي التالي: هل يمارس المختص الاجتماعي مهامه كما سطرها القرار الوزاري 064.22، أم يمارس مهام أخرى مخالفة لمقتضيات القرار المذكور؟ ويمكن تقسيم هذا السؤال إلى ثلاث أسئلة فرعية: هل يمارس المختص الاجتماعي المهام التي حددها القرار الوزاري له؟ هل المساهمة في ممارسة مهام الحراسة العامة يتنافى مع مهام وأدوار الملحق الاجتماعي؟ هل يواجه المختص الاجتماعي أي إكراهات أو عوائق في تنفيذ هذه المهام؟ وهل يمكن للمختص الاجتماعي ممارسة مهامه بشكل مستقل عن مدير المؤسسة وباقي الفاعلين التربويين داخل المؤسسة؟ هل هناك تصور لمهام وأدوار المختص الاجتماعي لدى الفاعلين والمتدخلين في العملية التربوية؟ هل هناك وعي بالمؤسسات التعليمية لمهام هذا الإطار الجديد؟ الفرضيات: حتى يتسنى لنا بحث الإشكالية الآنفة الذكر كما تم تحديدها وتفصيلها، وضعنا بعض الفرضيات التي تبقى تفسيرا مؤقتا وموضوعا للتحقق والتي نعرضها كالآتي: إن نجاح ممارسة المختص الاجتماعي لمهامه ترتبط بوعي رئيسه المباشر بأهمية المواكبة النفسية والاجتماعية لفائدة المتعلمات والمتعلمين. غياب تصور واضح لمهام وأدوار المختص الاجتماعي لدى الفاعلين التربويين يعرقل التنفيذ السليم والناجح لهذه المهام. أهداف الدراسة: غني عن البيان أن الباحث إذا وضع أهدافا لبحثه فهو يحدد طريقه ويحافظ على نفسه من التشتت والضياع فهي بمثابة المرساة التي تصل إليها سفينة الباحث في بحثه. ومن بين الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها في هذه الدراسة: إبراز مهام وأدوار المختص الاجتماعي بالمؤسسات التعليمية. البحث عن الأسباب والصعوبات التي تقف سدا منيعا أمام ممارسة المختص الاجتماعي لمهامه ومساهمته في الفعل التربوي. الخروج بنتائج وتوصيات قد تساهم في إزالة الصعوبات والعراقيل التي تعترض تطبيق المختصين الاجتماعيين لمهامهم. أولا مفاهيم الدراسة: 1_مفهوم المدرسة لا يمكننا الحديث عن المفاهيم الآتية دون الحديث عن مفهوم المدرسة، باعتبارها المكان الذي تدخل فيه جميع تلك المفاهيم، فالمدرسة تعتبر مختبرا اجتماعيا للعلوم والبيداغوجيات، فهي أولوية من أولويات السياسات العمومية للبلدان والمجتمعات، فكما علمتنا سوسيولوجيا التنظيمات انه لا يمكن فهم المجمع دون فهم تنظيماته، والمدرسة من أهم
المواكبة النفسية والإجتماعية بالمؤسسات التعليمية بين النص القانوني والواقع العملي Read More »