الدعم النفسي الاجتماعي الدعم النفسي الاجتماعي: المحتويات: مقدمة عن الدعم النفسي الاجتماعي: الإنسان بوجه عام، والانسان العربي بوجه خاص يعيش وينفرد بأوضاع نفسية متردية، حيث الحروب والحصار والأزمات المتلاحقة، والتي كان لها تأثير كبير على سلوكه وأنماط تفكيره، والأشخاص ذوي الإعاقة جزء من النسيج الاجتماعي فهم الأشد تأثرا بهذه الظروف، هذا ما يجعلهم في أمس الحاجة لبرامج وأساليب تساعدهم على التحرر من الأفكار التقليدية والعمل على زيادة الفاعلية الذاتية، حتى يستطيعون مواجهة العقبات واكتشاف قدراتهم المختلفة. مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي: أولا: المفهوم اللغوي للدعم النفسي الاجتماعي: الدعم في اللغة من دعم الشيء أسنده لئلا يميل أو أعانه وقواه. (نقولا، 1986م، ص216) وهي مشتقة من الفعل (دعم) دعم الشيء يدعمه دعما: مال فأقامه، والدعامة: ما دعمه به، والدعام والدعامة: كالدعمة والدعم: أن يميل الشيء فتدعمه بدعام كما تدعم عروش الكرم ونحوه. (ابن منظور، 1993م، ص407) والسند من الاسناد، وكل شيء أسندت إليه شيئا فهو سند، وما يستند إليه يُسمی مسندا وسندا، وجمعه المساند، وساندت الرجل مسانده إذا عاضدته وكاتفته. (ابن منظور، 1999م، ص 1275) ثانيا: المفهوم الاصطلاحي للدعم النفسي الاجتماعي: لقد تم تعريف الدعم النفسي الاجتماعي بالعديد من التعريفات ومنها 1) هو إبداء اهتمام بمشاكل واحتياجات الأفراد والاسر ، وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لهم في كل الأوقات ، وإظهار الاهتمام والانتباه لكل ما يحتاجون إليه حتى يستعيدوا قدراتهم وأدائهم الاجتماعي. (النوحي، 1999م، ص 116). 2) هو إكساب المعارف والمهارات والقدرات المؤهلة لاتخاذ القرارات، واكساب الخبرات الفعالة بهدف تحديد الأولويات التي تعين على أداء الأدوار المنوط بها بكفاءة واقتدار. (جلال، 2007م، ص13) 3) هو سلسلة متصلة من الدعم والرعاية التي تؤثر على الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد. تمتد هذه السلسلة من أفراد الأسرة، ومقدمي الرعاية والأصدقاء والجيران، والمدرسين، إلى العاملين في مجال الصحة وأعضاء المجتمع، ضمن علاقات رعاية يومية مستمرة تجمع بين التواصل والتفاهم والحب غير المشروط، والتسامح والقبول، وتتوسع لتصل إلى الرعاية التي تقدمها الخدمات النفسية المتخصصة. (بشر، 2016م). 4) أي نشاط يحسن من قدرة الفرد على التعامل مع الظروف غير العادية للحدث الحرج ، والتي تنطوي على درجات عالية من التوتر . (الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ، 2006م، ص 30) أنواع الدعم النفسي الاجتماعي: للدعم أهمية كبيرة في حياة الفرد، فهو يعمل على تدعيم مواطن القوة، والحد من تراكم العثرات، فهو يخفف من وقع الضغوط النفسية، حيث يؤثر على الصحة النفسية والجسمية، ولهذا لا بد أن نذكر أنواع الدعم النفسي الاجتماعي كالتالي: 1. الدعم المعنوي هو الدعم الذي يجده الإنسان في عبارات التهاني والثناء في السراء، وعبارات المواساة في الضراء، فيجد في تهنئة الناس له الاستحسان والتقدير والتقبل والحب المتبادل، ويجد في مواساتهم له التخفيف من مشاعر التوتر والقلق والسخط والجزع، والتشجيع على التفكير فيما أصابه بطريقة تفاؤلية فيها رضا بقضاء الله وقدره. (خميسة، 2012م، ص88) 2) الدعم العاطفي الاجتماعي مثل الحب والرعاية والثقة والتعاطف والإحساس بالانتماء إلى الجماعة. 3) الدعم المعلوماتي مثل النصائح والتغذية الراجعة الشخصية والمعلومات الضرورية. (الشقيرات، 2001م، ص63) 4) الدعم السلوكي: يعبر عن المشاركة في الأعمال والمهام المختلفة. (شعبان، 2001م، ص 73) 5) دعم الاصدقاء: والتي ينطوي على ما يمكن أن يقدمه الأصدقاء لبعضهم البعض وقت الشدة. (دياب، 2006م، ص 60) 6) الدعم المادي: وهو تقديم المساعدة المالية أو السلع أو الخدمات، أيضا بالدعم الفعال، وهذا الشكل من أشكال الدعم الاجتماعي يشمل الطرق المادية المباشرة لمساعدة الناس بعضهم البعض. (Uchino, 2004, p17) هناك انواع أخري للدعم النفسي الاجتماعي وهي: أما الدعم المتوقع فيعود إلى الحكم الشخصي للمستفيد على ما سيوفره ” أو وفره ” مقدمو الدعم من مساعدة فاعلة عند الحاجة، وأما الدعم المتلقي ” يسمى الدعم الفعال ” الذي يعود إلى أفعال أو إجراءات داعمة محددة، مثل نصيحة أو طمأنة، وتقدم من الداعمين عند الحاجة أما الدعم الهيكلي (فيسمى أيضا التكافل الاجتماعي) حيث يكون الفرد المدعوم متصلا بشبكة اجتماعية، ومثال ذلك العلاقات الاجتماعية أو عندما يتكامل الفرد في شبكته الاجتماعية مثل علاقاته العائلية، صداقاته، وعضويته في مختلف النوادي والمنظمات، مما يعزز التكافل الاجتماعي، واما الدعم الوظيفي فينظر إلى الوظيفة المحددة التي يمكن للعضو في الشبكة أن يقدمها، وقد تكون عاطفية آلية معلوماتية أو مجموعات داعمة والمذكورة سابقا. وهو نوع من الدعم الذي يكون بغير وعي من الشخص الداعم” قد يكون هو الأكثر فائدة. (Wills,1985, p61) أهمية الدعم النفسي الاجتماعي: لا شك أن للدعم النفسي الاجتماعي أهمية كبيرة في حياة الفرد، فهو يؤثر في كيفية إدراك الفرد الأحداث الحياة الضاغطة وأساليب المواجهة الفعالة، وتتمثل أهمية الدعم النفسي الاجتماعي في التالي: حيث حماية الفرد لذاته وزيادة إحساسه بفعاليتها، بل وإن احتمال إصابة الفرد بالاضطراب النفسي والعقلي تقل عند إدراك الشخص أنه يتلقى الدعم الاجتماعي من شبكة العلاقات الاجتماعية التي تحيط به. (Breham, 1984, p107) وللدعم الاجتماعي تأثير فوري على نظام الذات، مما يؤدي إلى زيادة تقدير ذات الفرد والشعور بالسيطرة على المواقف، بالإضافة إلى ذلك يولد درجة من الشعور الإيجابي مما يجعل الشخص مدركة للأحداث الخارجية بأنها أقل مشقة. (أرجايل، 1993م، ص 47) ان الدعم الاجتماعي يؤثر بشكل مباشر على مدى سعادة الفرد، وذلك لأهميته عندما يكون مستوى الضغوط لدى الفرد مرتفع. (Turner &Marino, 1994, p203) حيث أن للدعم الاجتماعي دورا مهما في التخفيف من حدة التأثيرات للمعاناة التي يتلقاها الفرد، وأن انخفاض مستوى دعم الفرد الاجتماعي في الأسرة والعمل له تأثير سلبي على التوافق لديه. (بطرس، 2005م، ص 40) حيث يلعب دور مهم في التعافي من الاضطرابات سواء كانت نفسية أو عقلية، بالإضافة إلى التوافق الإيجابي والنمو الشخصي للفرد، وتجعل الشخص أقل تأثرة عندما تعترضه الأزمات . (Sarason et al, 1983, p127) ان للدعم الاجتماعي أثرا على الصحة النفسية ، وللشبكات الاجتماعية دور كبير في تزويد الفرد ببعض الخبرات الإيجابية المنتظمة. (الشناوي وعبد الرحمن، 1994م، ص37) 3. مصدر للتوافق والتكيف الانفعالي: المعاق حركيا يعيش في عالم محدود بظروف الإعاقة، وينبغي عليه أن يحقق التوافق والصحة النفسية مع هذا المحيط الاجتماعي الذي يتسم بتباين الاتجاهات وردود الأفعال تجاه الإعاقة والمعاقين بصفة عامة، ويتوقف مدى نجاح المعاق في تحقيق ذلك على مدى قدرته على التعامل الإيجابي مع مجتمعه أو تقديم المساعدة أو المساندة التي تنعكس بالضرورة على مستوى الصحة النفسية. (كاشف، 2001م، ص 25) بالإضافة إلى أن الدعم النفسي الاجتماعي يقوم بوظيفة ذات أهمية كمصدر للتوافق والتكيف الانفعالي، فالشخص المعاق حركيا والذي ينتمي إلى شبكة اجتماعية، يشعر بأنه محبوب عند الآخرين وذو قيمة وتقدير، وأن نقص الدعم عند الحاجة يمكن أن يكون أمرا ضاغطة خاصة للأشخاص الذين يكونون بحاجة للدعم وهم يفتقدونه. (ملكوش، ويحي، 1995م، ص65) 4. إشباع الحاجة للأمن النفسي : الدعم النفسي الاجتماعي يلعب دورا مهما في الحاجة للأمن النفسي، فالظروف التي